معهد العلوم والثقافة الإسلامية يعقد ندوة حول مسار الدراسات الفلسفية الإسلامية في روسيا المعاصرة

معهد العلوم والثقافة الإسلامية يعقد ندوة علمية حول مسار الدراسات الفلسفية الإسلامية في روسيا المعاصرة

عقد مركز أبحاث الفلسفة والكلام التابع لمعهد العلوم والثقافة الإسلامية ندوة علمية بعنوان «مسار الدراسات الفلسفية الإسلامية في روسيا المعاصرة»، وذلك بمشاركة الباحث الروسي أندريه لوكاشيف من مؤسسة ابن سينا في روسيا.

وبحسب مكتب العلاقات العامة في معهد العلوم والثقافة الإسلامية، فقد أقيمت هذه الندوة يوم الأربعاء، 14 مايو 2025، في قاعة الشهيد سليماني التابعة للمعهد. وقد تحدث خلالها أندريه لوكاشيف عن واقع الدراسات الفلسفية الإسلامية في روسيا المعاصرة، مشيرًا إلى ما يلي:

إن معنى ومجال استخدام مصطلح “الفلسفة” في روسيا يختلف عن استخدامه في إيران؛ ففي روسيا تُستخدم كلمة الفلسفة بمعناها الواسع الذي يشمل جميع البحوث العقلية والحكمية. ولذلك، فإن مصطلح “الفلسفة الإسلامية” في السياق الروسي لا يقتصر على الفلسفة وحدها، بل يشمل أيضًا العرفان والكلام الإسلامي. وبالتالي، يُعدّ جميع الباحثين في هذه الحقول الثلاثة من المهتمين بالفلسفة الإسلامية.

وأضاف لوكاشيف أن أول عمل باللغة الروسية حول الإسلام هو كتاب “سيستيما، أو حالة ديانة محمد” للكاتب ديميتري كانتيمير، الذي أُلّف عام 1719م. لكن الدراسات الأكاديمية حول الإسلام في روسيا بدأت لاحقًا بفضل أعمال ألكسندر كازيمبيك، وتحديدًا ظهرت البحوث المتعلقة بالفلسفة والكلام الإسلامي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، من خلال جهود باحثين مثل سابلويوكوف، غورلاند، وكراتشكوفسكي.

وقد حظي تراث الحكمة الإسلامية أيضًا باهتمام خاص من قبل علماء الحقبة السوفيتية، ومن أبرزهم يفغيني بيرتيلس، المستشرق والباحث الإيراني الشهير، الذي قام بترجمة كتاب “شرح الرباعيات” لعبد الرحمن الجامي من الفارسية إلى الروسية.

وأوضح المتحدث أن الدراسة المنهجية للفلسفة الإسلامية في الاتحاد السوفيتي بدأت بشكل جاد بعد تأسيس قسم «الفلسفة وعلم الاجتماع للدول الشرقية» في معهد الفلسفة التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية، الذي أصبح منذ ذلك الحين مركزًا رئيسيًا لهذا النوع من الدراسات، حيث يتم تحليل ودراسة أعمال المفكرين المسلمين فيه. كما ساهم المستشرقون من مؤسسات علمية أخرى في روسيا في دراسة تراث الحكمة الإسلامية في عدد من مؤلفاتهم.

وأشار لوكاشيف أيضًا إلى أن أكاديمية العلوم الفلسفية في روسيا تُعدّ من أهم المراكز البحثية التي تهتم بجميع الفلسفات الشرقية، بما فيها الفلسفة الإسلامية. وضمن هذا الإطار، لعبت مؤسسة الدراسات الإسلامية في موسكو دورًا بارزًا في توسيع نطاق البحوث الفلسفية الإسلامية.