الحوار بين الأديان هو استراتيجية لمواجهة التطرّف وتحقيق السلام العالمي.

وفقاً لتقرير العلاقات العامة في مكتب التبليغات الإسلامية التابع للحوزة العلمية في قم، أكد يوسف محمود الصديقي، نائب مدير مركز حوار الأديان في الدوحة، خلال كلمته في حفل اختتام المؤتمر الدولي للدراسات المقارنة في الأخلاق بين الإسلام والمسيحية، الذي أُقيم بتنظيم من مركز أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية في قاعة الشيخ الطوسي بمكتب التبليغات الإسلامية، على أهمية الحوار بين الأديان السماوية وغير السماوية.

وقال الصديقي، الرئيس السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر: تتجلى أهمية الحوار في كونه وسيلة لاكتشاف العديد من القواسم المشتركة بين جميع الأديان السماوية وغير السماوية، والاستفادة منها في التأثير الإيجابي على العالم المعاصر.

وأضاف: نشهد اليوم التقاء أتباع الديانات المختلفة دعماً لغزة، ورفعهم شعارات مشتركة؛ وهذه الوحدة لم تؤثر فقط في صُنّاع القرار، بل تجلّت نتائجها بوضوح أيضاً في سلوك الشباب حول العالم. وبيّن أن الاختلاف في الفكر أمر طبيعي وموافق للسنة الإلهية، وأن السعي لجرّ العالم إلى دين واحد يخالف هذه السنة، مشيراً إلى وجوب السعي من خلال الاختلاف نحو إيجاد نقاط الالتقاء المشتركة.

واعتبر الأستاذ الجامعي أن الحوار بين الأديان من أهم الوسائل لتحقيق السلام العالمي، موضحاً أهميته في عدة محاور:
أولاً، إن الحوار يحقق السلام لأنه يزيل الجهل وسوء الفهم بين الناس ويؤدي إلى مجتمع متوازن.
ثانياً، يساهم في مواجهة الجماعات التكفيرية والتيارات العنيفة، مما يحمي المجتمع من التطرف.

وأضاف الصديقي: إن الحوار يمكّن أتباع الأديان من فهم بعضهم بعضاً بشكل أفضل ويزيد من الوعي العام، كما يعزز التعاون الإنساني على أساس القيم المشتركة، ويساهم في بناء مجتمعات متعددة تعيش في تعايش سلمي.

وأوضح نائب مدير مركز حوار الأديان في الدوحة، في حديثه عن أساليب الحوار الفعّال، أن النصوص الدينية تؤكد بوضوح على بدء الحوار من نقاط الاتفاق المشتركة، وأن أساس الحوار يجب أن يكون الاحترام المتبادل، ولا يجوز لأي طرف أن يشكك في آراء الآخر دون فهم صحيح.

وحذّر قائلاً: إن الحوار لا يثمر إلا إذا كانت العقول خالية من الأحكام المسبقة ومستعدة لسماع الرأي الآخر. فالنزعة الفردية والاحتكار الفكري للحقيقة يمثلان عقبة كبرى أمام الحوار البنّاء.

وشدّد الصديقي على أن القرآن الكريم يؤكد هذا المبدأ، حيث ينبغي أن يكون الحوار مصحوباً باللين والهدوء والابتعاد عن التعصب والانفعال، وأن النجاح في الحوار الفعّال يعتمد على الاحترام المتبادل، والاستماع الجيد، وصدق النية.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الدولي الثاني للأخلاق في الإسلام والمسيحية اختُتمت أعماله بعد ثلاثة أيام من انعقاده.